الخميس، 24 ديسمبر 2009

رساله الى رب السماء



قد قررت أن أكتب هذه الرسالة المفتوحة إلى رب السماء، امرأةً كان أو رجلاً، لأني لا أعرف عنوانه لكي أرسل له رسالة مغلقة. كل ما أعرفه أنه يعيش في السماء، وبما أن هناك سبعة سماوات، يصبح تحديد المكان صعباً على ساعي البريد. اليهود الأرثودكس يعتقدون أنه ينزل من عليائه في وقتٍ ما، إما ليلاً والناس نيام، أو متخفياً بما يشبه طاقية الإخفاء نهاراً، فلا يراه أحد، لكنه يمر على حائط المبكى ويجمع كل خطاباتهم التي يتركونها له في شقوق وتجاويف ذلك الحائط القديم. وبما أن العرب لا يملكون إلا حائط مسجد الصخرة، وبما أنّ إسرائيل تمنعنا من الوصول إليه، يصبح أملي الوحيد في إرسال هذه الرسالة إلى رب السماء هو كتابتها كرسالة مفتوحة، على أمل أن رب السماء سوف يلاحظها من بين ملايين المقالات والرسائل على الإنترنت – خاصة رسائل الشيخ "غوغل" وابن عمه "هوت ميل" دون أن ننسي "ياهو" الذي ربما أشتقاه مؤسسه من "يهوه".

أيها الإله الملك القدوس! المؤمنون بك يصدقون ما أخبرتهم به ولا يخامرهم الشك في أي كلمة من وحيك المقدس. وقد كنت في صغري من المصدقين. ولكن عندما كثرت مخالفات وعودك لنا، أصابني الشك في صدق ما تقول. وسوف أعطيك أمثلةً لإخلاف وعودك لنا:

إنك قلت لنا (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) (محمد 7). وكذلك قلت لنا (إنْ ينصركم الله فلا غالب لكم وإنْ يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (آل عمران 160).

ولكن منذ أن تغلب جيش النمسا الصغير على قوات الإمبراطورية العثمانية وفك حصار فيينا بمساعدة جيش المجر الأصغر منه، عام 1683م لم نشهد أي نصر لجيوش المسلمين، رغم أنهم ما زالوا يصلون خمس مرات باليوم، ويصومون ويحجون، وتجري حكومة خادم الحرمين مسابقات حفظ القرآن بين ضباط وجند الله، ويخرج بعضهم الزكاة ويرسلها خلسةً إلى تورا بورا ليساعدوا الذين يجاهدون لإعلاء كلمتك، ويلعنون أعداءك ويشتمونهم، بل حتى يرفعون عليهم قضايا الحسبة في مصر والمغرب والبحرين والأردن بحجة سبهم للذات الإلهية بعد أن تعتقل الشرطة من يسبون الذات الملكية أو الذات الأميرية (وأعترف لك بأن عبيدك قد بالغوا في تمجيد حكامهم وأسبغوا عليهم لقب "الذات" الذي هو ملكك الخاص). وفي المغرب والجزائر والعراق ذبحوا الرجال والنساء تقرباً لك (مع مشابهة هذه الممارسات بالقربان التي كنا نقدمها للأصنام بمكة قبل إرسال رسولك الأخير). فهاهم المؤمنون قد نصروك على أعدائك بأفواههم وبأعمالهم، فلماذا لم تنصرهم، وانت القائل (إن تنصروا الله ينصركم)؟


بل أراك قد زدت الأمور تعقيداً وقلت (أمن هذا الذي هو جُندٌ لكم ينصركم من دون الرحمن ألإ إنْ الكافرون إلا في غرور) (الملك 20). ولكنا قد رأينا أنّ جُند الكافرين قد نصروا عبيدك المؤمنين في الكويت عندما غزاهم جيش القائد المؤمن صدام حسين الذي بنى أكبر مسجد في البلاد العربية وقتها في بغداد، وكتب على علم البلاد "الله أكبر"، ويقال إنه كتب القرآن بدمه. وجاء جُند الكفار ودحر ذلك الجيش المؤمن ورماهم بحجارة من طائرات الأف 16 التي لا تخطيء الهدف، فجعل أجساد الجنود البواسل الأبرياء الذين أمرهم صدام بغزو الكويت، كعصف مأكول على طريق البصرة.

وكذلك عبادك الصالحون في البوسنا وكوسوفو كانوا قد اعتمدوا عليك ودافعوا عن مساجدك التي هي بيوت الرحمن، وطالبوا بالانفصال حتى يطهروا البوسنا وكوسوفو من الكفار، وحتى يقيموا شرعك في محاكمهم بدل النظام الشيوعي الذي فرضه عليهم المرحوم تيتو، فجاءت جيوش الصرب وحصرتهم ورمتهم بما يشبه المنجنيق يومياً حتى كادت تفنيهم، وبقية المؤمنين في جميع أنحاء العالم لا يملكون إلا أن يرفعوا أكفهم بالدعاء، ضارعين إليك لتنصر إخوانهم في البوسنا وكوسوفو، ولم تحرك ساكناً، حتى عندما ذبحوا النساء والرجال والصبيان المسلمين وهم في حماية جنود الأمم المتحدة في سربرينسكا (إذا كان الاسم عجمياً فالعب به) . وجاء جُند الكفار بقيادة اليانكي ودكوا حصون الصرب وفكوا الحصار عن المؤمنين، ومكّنوا محكمة مجرمي الحرب من القبض على سلوبان ميلوسوفتش، زعيم الصرب وأخذه إلى لاهاي حيث مات مغبوناً على ضياع مجده. فيبدو أن جُند الكفار قد نصروا المؤمنين من دون الرحمن الذي لم يحفظ وعده لجنده وخذلهم (وإنْ يخذلكم فمن الذي ينصركم). فهأنت قد خذلت المؤمنين ونصرتهم جيوش الكافرين.

وهل لنا أن نعرف مع من تقاتل في المعارك التي دارت وتدور بين اليهود والمسلمين؟ إنك قلت لداود (وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُج الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ) (سفر صموئيل الثاني، الإصحاح الخامس، الآية 24)، وكذلك قلت للمسلمين (إن الله يدافع عن المؤمنين). فهل لنا أن نعرف حقيقة أين تقف من هذه الحرب الأبدية؟

عندما تحدثت عن اليهود الذين أصبحوا أعداءك الالداء بعد أن كانوا شعبك المختار، وغضبت عليهم ولعنتهم وجعلت منهم القردة والخنازير، قلت لنا ( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين) (المائدة 64).

ولكن منذ عام 1948 وهم يوقدون نيران الحرب وينتصرون علينا ولا نرى أثراً لمجهودك في إطفاء نيران حربهم. فهاهم الآن قد دكوا أمارة غزة الإسلامية وقتلوا أكثر من 1300 مواطن، أغلبهم من النساء والأطفال، وقتلنا منهم ثلاثة عشر جندياً. وهذا يعني أن الجندي اليهودي يساوي مائة من المؤمنين. ولكنك كنت قد قلت لنا في الآية 65 من سورة الأنفال (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قومٌ لا يفقهون). هذا يعني أن الجندي المؤمن يغلب عشرة من الكافرين. ولكن كما يظهر من الأرقام في الحرب الأخيرة التي لم تطفِ نارها إلا بعد أن تدخلت الحكومات الأوربية، فإن جند الرحمن الصابرين والذين يُقدر عددهم بثلاثين ألف مسلح حمساوي لم يقتلوا إلا ثلاثة عشر جندياً من بني إسرائيل. (طبعاً هذه الأرقام تستثني قادة حماس الذين لاذوا بالمخابيء تحت الأرض ثم أعلنوا علينا النصر الإلهي).

ونحن مقدرون أنك قلت لنا في الآية 66 من نفس السورة إنك قد علمت فينا ضعفاً (الآن خفف الله عنكم وعلم أنّ فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإنْ يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين). هل لنا أن نسألك متى علمت فينا هذا الضعف فإنزلت عدد الذين نغلبهم بإذنك من عشرة كفار للمؤمن الواحد إلى كافرين فقط للمؤمن الصابر؟ فإذا علمت هذا الضعف بهذه السرعة حتى أنك أنزلت هذه الآية مباشرة بعد سابقتها، لماذا لم تعلمه من قبل وكنتَ قد كتبت هذا القرآن في اللوح المحفوظ من قبل أن تخلق الأرض أو السماء؟ وحتى لو قبلنا بالنسبة الجديدة فإن الثلاثين ألف مسلح الحمساويين الصابرين كان يجب أن يغلبوا ستين ألفاً من اليهود الغازين، بإذن الله، ولكنّ ذلك لم يحدث. فهل منعت إذنك عن المؤمنين الصابرين لأنك تعلم أن لحاهم ومسابحهم ما هي لا ذريعة يخدعون بها البسطاء، أم أنك غضبت عليهم لأنهم اتخذوا أحمدي نجاد وبشار الأسد أولياء نعمتهم بدل أن يتخذوا الرحمن وليهم؟

وهل لنا أن نسألك لماذا تخليت عن النساء والأطفال في غزة، وهم المؤمنون الصابرون، وكنت قد قلت لنا (إنّ الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوانٍ كفور) (الحج 38). هل شاب إيمان أطفال غزة ونسائها شائب لا نعلمه، أم علمت أنهم خوانون وأنت لا تحب كل خوانٍ كفور؟ وحتى لو شاب إيمانهم شائب، ألست أنت القائل (ومالكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان) (النساء 75)؟ فقد تخاذل بقية المؤمنين العرب ولم يقاتلوا في سبيل المستضعفين من النساء والأطفال، فهل ضعفت أنت كذلك ولم ترسل الملائكة ذات الأجنحة المتعددة لتنصر النساء والأطفال المستضعفين؟ فكيف تطلب من المؤمنين أن يقاتلوا في سبيل النساء والأطفال المستضعفين ولا تفعل أنت ذلك عندما يتقاعسون؟ هذه مجرد أسئلة نعجز أن نجد الأجابة عليها.

وما دمنا نتحدث عن بني إسرلئيل، ألم توعدنا أنك سوف ترسل من يسومهم العذاب إلى يوم القيامة حين قلت (وإذ تأذّنَ ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم) (الأعراف 167). فلماذا لا تفي بوعدك للمؤمنين؟ كنت قد سلطت عليهم هتلر المجرم النازي الذي قتل منهم ستة ملايين، وسامهم سوء العذاب لمدة لا تتجاوز الخمس سنوات، فأين من يسومهم العذاب إلى يوم القيامة، وهم الآن يسومون عبيدك المؤمنين في لبنان وفلسطين سوء العذاب بعد أن ساموا عبيدك في سورية ومصر والأردن سوء العذاب في أعوامٍ مضت؟ تقول عن نفسك إنك سريع العقاب، ولكنا لم نر سرعة عقابك هذه إلا في أطفال باكستان وشمال الصين عندما زلزلت أرضهم وهدمت المدارس على رؤوسهم، لأنهم ربما كانوا يدرسون نظرية دارون فغضبت عليهم. نحن نعلم السبب في غضبك على إندونيسيا بسبب توافد السياح الغربيين المنحلين أخلاقياً، ولذلك أرسلت عليهم التسونامي فأهلك ضرعهم وزرعهم ونساءهم وأطفالهم. ولكن أين سرعة عقابك لبني إسرائيل، ولماذا لا نراك تجعل منهم قردةً وخنازير جدد؟

قال لنا رسولك إن المساجد هي بيوت الله، وإن من يبني مسجداً تبني له قصراً في الجنة، فشرعنا نبني المساجد في غزة بدل المستشفيات والمدارس، فخجلت لنا منظمة اللاجئين (الأونروا) وبنت المدارس بغزة نيابةً عنا حتى نقول للعالم الخارجي إنّ لدينا مدارس ومستشفيات كبقية خلق الله، واستمرينا في بناء بيوتك وعندما بلغت أعداد بيوتك المائتين أو يزيد قليلا، جاء جيش بني إسرائيل وقصف وهدم اثنين وتسعين مسجداً، عندما كان بعضها مليئاً بالمصلين الذين استشهدوا من أجلك. إنا نعلم أنك سوف تسخّر أصحاب البترودولارات ليبنوا مساجدَ أخرى في غزة تحل محل ما أنهدم منها، فتبني لهم قصوراً في الجنة تباهي قصورهم في الرياض ودبي وغيرها، ولكن أين الانتقام ممن قصف بيوتك العديدة؟ ألا تأخذك الحمية على بيوتك، أم أن الحمية من عمل الجاهلية؟ ثم ماذا عن موتانا الذين لم يتركهم جيش بني إسرائيل ليواصلوا جلسات عذاب القبر مع منكر ونكير، فقذفت طائراتهم خمس مقابر (ثلاث منها في غزة) مما أدى إلى تطائر جثث الموتى، ولا ندري إذا أصاب القذف منكرَ ونكيرَ أم لا، إذ أننا لا نستطيع رؤيتهما، أم أنك أنذرت منكر ونكير فتركا القبور قبل سقوط القذائف؟

قد تخلصت جميع بلادك من ملوكها فلم يعد هناك ملك متسلط إلا في بلاد المسلمين التي أصبحت بفضلهم مراتعاً للفساد والزنا والرشوة والتعذيب، ونحن على علم أنك مالك الملك تعطي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء. فهؤلاء الملوك الجالسين على رؤوسنا ونحمل عروشهم فوقها كما يحمل عرشك ثمانية من الملائكة المقرنين، ما زالوا يسوموننا سوء العذاب بإرادتك، ولا احتجاج على إرادتك، ولكن ما دامت هذه رغبتك، وأنت تعلم ما يفعل الملوك، لأنك قلت لنا (إنّ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك هم يفعلون) (النمل 34)، لماذا تسلطهم على عبادك المؤمنين دون غيرهم، لينشروا الفساد وأنت لا تحب المفسدين؟

وكذلك قلت لنا، وصدقناك (وإذا أردنا إن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) (الإسراء 16). ولا أخالك لا ترى كمية الفسق الذي يحدث في بلدك المقدس ومهبط وحيك الأخير، وكذلك في دويلات الخليج العربي وفي إيران ومصر وبلادك المفضلة الشام. وكل هذا الفسق يقوم به المترفون القلائل بينما الغالبية العظمى من عبادك الصالحين لا يجدون حتى الفول المدمس ليسدوا به رمقهم، فأصبحوا يأكلون مصارين الدجاج الذي يبيعون لحمه للمترفين في مصر. فهل أنت مهلك تلك القرى لتحفظ وعدك لنا؟ وإن أهلكتها كما وعدت، فما هو ذنب المعدمين وأطفال الشوارع والأطفال اللقطاء والنساء الفقيرات اللاتي قرر بهن المترفون؟

تقول لنا في القرآن (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ) (البقرة 186). ولا يخفى عليك أن هناك مئات الملايين، كل يوم جمعة على الأقل، يرفعون أيديهم لك بعد أن يصلوا ركعتين، ويظلون يلحون في سؤالك نصف ساعة على الأقل، أن تنصر المسلمين وأن تشتت شمل اليهود وترمّل نساءهم، ألم تكن قريباً من هؤلاء فتستجيب حتى لدعوة واحد فقط منهم وتنصر المسلمين؟ وعندما تنزل من السماء السابعة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر في العشر الأخيرة من رمضان، حين لا ينام المسلمون ليلاً، ويظلون يطلبون نصرك لهم، ألم تسمعهم حتى وأنت في السماء الدنيا؟

يخبرنا أبو هريرة أن رسولك قال لهم على لسانك (ربَ أشعث أغبر رث الثياب لو حلف على الله لأبره). ألم تجد في ملايين المسلمين رثي الثياب، الذين يتغذي القمل على أجسادهم الهذيلة في بنغلاديش والصومال والسودان وباكستان وأفغانستان، من يحلف عليك لتنصر المسلمين، فتبره؟

نحن نعلم أن العرب متخصصون في فن الوساطة، وأنت شجعتهم على ذلك حينما قلت لهم (,إن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إنْ يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً) (النساء 35). فأنت تشجعهم على الواسطة في أخص الخصوصيات، ألا وهو الخلاف بين رجل وزوجته، وتوصي بنفس الوساطة عندما تختلف فرقتان من المسلمين ويلجأ كلٌ إلى سلاحه، تقول لنا (وإنْ طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين) (الحجرات 9).

فماذا نفعل عندما تقتتل فرقتان من المؤمنين في الصومال، تمد المملكة الوهابية أحد الفرقتين بالسلاح بينما تمد الجمهورية الليبية الفرقة الأخرى، فكيف نعرف التي بغت على الأخرى، وكلاهما يقاتل من أجل السلطة؟ ومع من نحارب، هل نصطف خلف الوهابيين أم خلف الليبيين؟ وماذا عن اليمن حينما يقتتل الحوذيون مع قوات الدولة، وتمد إحدهما ليبيا وإيران بالسلاح بينما تمد المملكة الوهابية الفرقة الأخرى؟ وتتكرر المأساة في أفغانستان، فيمد الغرب تحالف الشمال بالسلاح بينما تمد باكستان والمملكة الوهابية قوات الطالبان؟

أليس من الحكمة أن تتدخل بما لديك من قوة ونفوذ وتنصر فريقاً على الآخر وتنهي هذا الاقتتال الذي شغل المؤمنين منذ أول غزوة على قافلة قرشية حتى الآن؟

إذا وصلتك رسالتي هذه أرجو منك أن تظهر لنا نفسك ولو مرة واحدة حتى يراك الجميع فيؤمنوا بك ويتبعوا تعاليمك فيعم العالم السلام والوئام الذي تطلبه أنت ونُحِنّ لن نَحنُ. لا أرى أي سبب وجيه يجعلك تخفي نفسك عنا طوال هذه الملايين من السنين. فظهورك مرة واحدة فقط، كما ظهرت لموسى، يكفي أن يقنع من لا يقتنع.

وأختم هذه الرسالة مع حبي وتقديري

مع كل الحب لرواد المدونه الموضوع منقول مجرد تساؤلات

ليست هناك تعليقات: