الثلاثاء، 5 يناير 2010

الفاتحه

في صلاتِه يسأل المسلمُ اللهَ أنْ يهديه <الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ>، ويعنى <الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ> حسب المفسرين: القرآن، أو الإسلام، أو الجنة. وتجعل هذه الأقوال الآية ذات تناقض، فالمسلم يرى أن الإسلامَ دينُ الحق، وهو يلتزم بتعاليمه ويقدس القرآن. ويعتقد المسلم أنه مهتدٍ وأنه على الصِّرَاط المُستَقِيم وأن الجنة مثواه؛ وبالتالي فما معنى دعائه؟ أليس في ذلك تحصيل حاصل، على حد وصف اللغويين؟



أمام تلك الإشكالية، يقول محمد بن أبي بكر الرّازي في كتابه «من غرائب آي التنزيل» عن الآية أن «معناه ثبّتنا عليه وأدمنا على سلوكه؛ خوفاً من سوء الخاتمة». ولكن هذا القول لا يحل التناقض داخل الآية.



ويقولون أيضاً إنّ <الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ>: المسلمون، ومحمد ومن معه (الطبري)؛ وهذا تناقض آخر، لأنه لا يمكن لمحمد أن يسأل الله أن يهديه الطريق القويم، في حين يرى نفسه ماضٍ على هذا الطريق. ومن غير المنطقي أن يسأل محمد وأصحابه اللهَ أن يهديهم صراط الذين أَنعم عليهم، إنْ كانوا يعتقدون أنهم هم الذين أُنعمَ عليهم.



إنْ قبلنا تفسيرات المسلمين، فإن التناقض في الآيتيْن يصبح أكثر عمقاً؛ ولهذا لفهم الآيتين (6 ـ 7)، يجب أن ننظر إلى السياق التاريخي لهما. لقد كان محمد والمسلمون الأوائل يتلون نشيد الحمد (الفاتحة)، وفي مخيلتهم صورة جيل سابق عليهم؛ وهو ما أدركه الرازي في تفسيره، إذ قال بخصوص <الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ>: «وبذلك يكون التقدير: «اهدِنَا صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ من المتقدمين». ومن تقدّم المسلمين من الأمم ما كان لهم القرآن والإسلام»، ويضيف القول: «إنّ المراد اهدِنَا صِرَاطَ المحقين المستحقين للجنة».



عندما ننظر إلى الآيتين وفق هذه القراءة، فإن التناقض يتلاشى، ذلك أن محمداً كان يسأل الله أن يضعه على سكة من «تقدّم المسلمين من الأمم»، أيْ: أهل الكتاب. ويبدو أن هاتين الآيتين كانتا من الجزء المكي في الفاتحة؛ ولكن حل التناقض فيهما يخلق تناقضات أخرى في القرآن، فرغم إنَّ الفاتحة تقدر عالياً مَن «تقدّم المسلمين من الأمم»، إلاّ أن القرآن يشنّ هجوماً على اليهود والمسيحيين في سور المدينة، لا سيما في سورة التوبة
.
للإطلاع على تحليل يكشف الأصل اليهودي ـ المسيحي في الفاتحة، يمكن مراجعة تاريخ القرآن، تأليف تيودر نولدكه، الترجمة العربية، ص 98 ـ 104

مع كل الحب لرواد المدونه

هناك 4 تعليقات:

واحد من الناس يقول...

التفسير الوسيط للزحيلي - (1 / 11)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أنه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول: «قال اللّه عزّ وجلّ: قسمت الصّلاة (أي قراءة الفاتحة) بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2) قال اللّه:
حمدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال اللّه: أثنى علي عبدي، فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) قال اللّه: مجدني عبدي أو فوّض إلي عبدي، فإذا قال: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) قال اللّه: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) قال اللّه: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل».
ويستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها (آمين) أي اللهم استجب لنا.
قال صلّى اللّه عليه وسلم في فضل الفاتحة: «إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب، وقل هو اللّه أحد، فقد أمنت من كل شيء إلا الموت».

adonees يقول...

ياعزيزي
انا وين وانت وين
هل قرأت موضوعي بتمعن
لاحول ولا قوة الا بالعقل

بس شاطرين بالنسخ واللصق
فكروا شوي
عد الى الموضوع واقرأه
شكرا لمرورك

Yaqeen يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم

لو كنتم تعتقدون بان هذه الايات متناقضة لا يثبت مجرد إدعائكم ذلك .

كل إنسان يطلب من الله ان يهديه لانه معرض الى زلات الشيطان الرجيم . و إنما قالها النبي محمد على لسان الناس ، اي ان الناس يجب ان يطلبوا الهداية من الله جل و علا .بان يهديهم الى طريق الحق .
إنا لله و إنا إليه راجعون
كيف يمكن بعد كل هذا الزمن الذي مر على وفاة الرسول الاعظم ان يبقى هنالك اناس بهذه العقلية
ولا تجعلوا للشيطان إليكم سبيلا فإنه يتخذ هذه المداخل لضعاف النفوس حتى يخرجها من النور الى ظلمات لا نهاية لها .

ارجعوا الى بديع خلق الله في الكون و في انفسكم و لكل خلق بديع خالق و مبدع عظيم وتوبوا الى الله جل و علا .
وهو ارحم الراحمين يقبل التوبة من عباده و يصلح حالهم ولا تكونوا للشيطان جنود و اعوان . لانه سيظلكم عن طريق الله جل و علا و سيهديكم الى طريق الظلالة .

adonees يقول...

نور الزهراء

اولا من اسمك واضح مذهبك
ولكن هذا غير مهم
ثانيا
لانعتقد ان هذه الآيات متناقضه وانما هي فعلا متناقضه
وهناك الكثير من قرآننا الذي اختلف عليه المفسرون الى الآن
اما عن نصيحتك بالتوبه
لم توضح لي التوبه عن ماذا
ياعزيزي
اذا كان هناك خالق وهذا مستبعد جدا فهو حتما ليس الله الاسلامي او المسيحي او اليهودي
اما عن الشيطان
يارجل من فضلك يكفي الامه الاسلاميه غباء وخزعبلات برمي كل اخطاء البشريه على كائن وهمي اخترعه الانسان سماه الشيطان او ابليس
ولاتقل لي ان الشيطان ذكر في القرآن لاني لااعترف ان القرآن كتاب منزل من الله مع كل مايحويه من تكرار ممل واخطاء جغرافيه وتاريخيه ولنتجاوز النحويه فستنسبونها لمدوني القران رغم انكم تتحفونا ياية انا نزلنا الذكر وانا له لحافظون وللاسف فرض علي حفظ الكثير من اياته
ناقشني بالعقل والمنطق فقط
الحياة مستمره منذ ملايين السنين
ورغم كل المصائب والكوارث التي تتعرض لها الامة الاسلاميه فان ربنا المفترض مختفي تماما
الايكفينا ايمانا بالوهم
شكرا لك